الحرب في اليمن: تضارب الأنباء بشأن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة
نفت مصادر في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا صحة أنباء عن انسحاب المتمردين الحوثيين من ميناء الحديدة الرئيسي غرب البلاد.
وقال مصدر حكومي يمني إن الحوثيين نفذوا انسحابا شكليا فقط، حيث استبدلوا قواتهم المتمركزة في الميناء بأخرى.
و شدد المصدر الذى لم يتم الكشف عن اسمه على أن الحوثيين أعطوا انطباعا أن قواتهم انسحبت من الميناء الحيوي والمدينة المحيطة به، بينما أعادوا إرسال قواتهم مرتدين زي وحدات الجيش والشرطة المحلية.
يأتي ذلك غداه إعلان الحوثيين بدء سحب قواتهم من الميناء الجمعة.
ورحبت الأمم المتحدة الأحد بما وصفته بإعادة الانتشار في الميناء الاستراتيجي، مشددة على ضرورة اتاحة السبل للتحقق من التحركات في المدينة بشكل مستقل.
وقالت المنظمة الدولية في بيان "أي إعادة انتشار لن يكون له مصداقية إلا إذا كانت الأمم المتحدة و جميع الأطراف قادرين على مراقبة والتحقق من أنها تتماشى مع اتفاق ستوكهولم ".
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن مصدر دبلوماسي لم تسمه أن جين باتريك كاميريت، رئيس فريق المراقبة المشكل الأسبوع الماضي من جانب الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ وقف لإطلاق النار في الحديدة ، قد أعرب عن استيائه للحكومة اليمنية من استبدال الحوثيين لبعض القوات في الحديدة بأخرى .
وكان المتحدث باسم حركة أنصار الله " الحوثيون" محمد عبد السلام قد أشاد السبت ببدء عمليات سحب مقاتلي الجماعة من الميناء، وأشار تليفزيون" المسيرة" التابع للحوثيين أن قوات حرس الحدود تسلمت بالفعل مهام تأمين الميناء.
وبينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية - أ ف ب - السبت عن مسؤول أممي أن الحوثيين قد بدأوا بالفعل في الانسحاب من الميناء منتصف ليل الجمعة ، قال مسؤولون موالون للحكومة للوكالة نفسها إنهم تفاجئوا بتقارير عن تسليم الميناء.
وفي ظل هذا التضارب، قال المتحدث باسم قوات التحالف تركي المالكي السبت إن الحوثيين منعوا قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة كانت متوجهة إلى صنعاء وعلى متنها 32 طنا من الدقيق من الخروج من الميناء.
وأكد الحوثيون في بيان لهم أن الطريق ليس مفتوحا بالكامل لأن القوات الحكومية لم تنسحب بعد من الحديدة.
في غضون ذلك، أكد شهود عيان أن القوات الحكومية والحوثيين تبادلوا إطلاق النار خلال الليل، كما سمع هدير طائرات التحالف صباحا.
وقد سمحت سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة بنشر مقاتليهم في القوات البحرية وحرس الحدود الأمر الذى يعد مصدر قلق للحكومة المعترف بها دوليا.
ويعد ميناء الحديدة المنفذ الأساسي لإدخال المساعدات الغذائية لنحو 14 مليون يمني على حافة المجاعة بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وبموجب اتفاق السويد، ينسحب الحوثيون من الميناء بينما تنسحب القوات الموالية للحكومة من أجزاء من المدينة كانوا قد سيطروا عليها خلال عملية عسكرية بدأت في الـ 13 من يونيو/ حزيران الماضي.
كما ينص الاتفاق على تبادل لنحو 15 ألف معتقل بين الحكومة و الحوثيين.
وقد اتفق الطرفان على جولة جديدة من المباحثات أواخر يناير/كانون الثانى المقبل لتحديد إطار العمل لمفاوضات تقود إلى تسوية سلمية شاملة .
كانت قد تصاعدت حدة القتال بين الحوثيين وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادى منذ مارس/ آذار 2015 الأمر الذى تلاه تدخلا من جانب قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية .
ومنذ ذلك الحين قتل نحو 10 آلاف شخص، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، بينما تقدر منظمات حقوقية حصيلة القتلى بخمسة أضعاف هذا الرقم.
و يعتمد أكثر من 22 مليون يمني أي ما يعادل نحو ثلاثة أرباع إجمالي عدد السكان على المساعدات الإنسانية.
المصدر BBC عربي
لاتنسى مشاركة: الحرب في اليمن: تضارب الأنباء بشأن انسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟