تقرير: بسبب سكوت وتجاهل الجهات المعنية.. جرعة مسمومة من الكحول تقتل مجموعة من الشباب فمن الضحية التالية

تقرير: بسبب سكوت وتجاهل الجهات المعنية.. جرعة مسمومة من الكحول تقتل مجموعة من الشباب فمن الضحية التالية
تقرير: بسبب سكوت وتجاهل الجهات المعنية.. جرعة مسمومة من الكحول تقتل مجموعة من الشباب فمن الضحية التالية

تقريرر: دنيا حسين فرحان

تفاجأ الجميع قبل يومين بحادثة أبشع من أن نتخيله، فموت عدد من شباب عدن بعد تعاطيهم جرعة من الكحول لكنها مخلوطة بمواد كيميائية وسامة قاتلة من الدرجة الأولى جعلهم يتصدرون عناوين الأخبار في الصحف والمواقع الالكترونية خاصة وأن منهم الفنان الساخر المعروف باسم (التمباكي) الذي لاقى حتفه بعد يوم من دخوله لمستشفى الجمهورية.

حالة الوفاة هذه فتحت أبواب كثيرة من التساؤلات وقضايا عدة وملابسات تحتاج إلى أيام طويلة للنظر فيها بتمعن لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة بهذه الطريقة وما هي نوعية المواد المخلوطة مع الخمر الذي تعاطوه الشباب ؟!!.. وكيف وصلت هذه المواد السامة لهم ومن وراء كل ما حدث ؟!!.. هل هي مجرد مصادفة بسبب زيادة جرعة المواد التي كونت الخمر أم هناك أيادي خفية تريد استهداف الشباب وتقتلهم وتستغل إدمانهم للكحول كل هذا سيعرضه التقرير التالي...

انتشار الكحول والمخدرات بشكر خطير في عدن

من الأشياء المؤسفة في محافظة عدن التي تعد العاصمة المؤقتة للبلاد أنها أصبحت ساحة للقتال وانتشار ظواهر دخيلة وسيئة جدا للمدينة التي لطالما عرفت بالتحضر والرقي.

ظاهرة المخدرات وانتشارها على نطاق واسع والتي تعد الكحول إحدى أنواعها التي أصبح معظم الشباب يدمنون عليها بشكل مخيف وفي تزايد مستمر وتتفاوت أعمارهم والشيء الخطير أن صغار السن هم أيضا يتعاطونه بعلم الأهل أو من ورائهم وتشير الإحصائيات بأن عددهم يزيد يوما بعد يوم في إشارة واضحة لغياب دور الرقابة الأسرية وتجاهل تام من قبل الجهات المعنية بمتابعة وضبط كل تجار ومروجي الخمر والبائعين له أو على الأقل إلقاء القبض على متعاطية ومحاسبته حتى يكون عبرة لغيره.

هذا التسيب مضاف إلى الأوضاع السياسية المحبطة والاقتصادية المتردية سببت حالة من الضياع لمختلف الشباب الذين انقسموا لجنود في الجبهات ينتظرون الموت ويضحون بحياتهم من أجل كسب المال والحصول على راتب أو بين مجموعة من المدمنين المتعاطين لمختلف أنواع المخدرات كالحبوب والخمر وغيرها من المسكرات ليغيبوا عن الوعي ولا يحسوا بأي شيء محيط بهم, ولم تتبق إلى مجموعة بسيطة ممن رحم ربي يتخبطون في البحث عن وظائف أو ما زالوا قيد الدراسة والخوف عليهم من مستقبل مجهول في ظل انتشار ظاهرة المخدرات دون أن تجد من يوقفها أو يحد منها.

ضحايا في حوادث سابقة تكتم الأهالي عنهم

من الأشياء الخطيرة والمخيفة في آن واحد أن تحصل حوادث موت بسبب تناول جرعة من الكحول تحوي مواد سامة وقاتلة ولا يتم الإفصاح عنها أو حتى فتح تحقيق بمن هي الجهة التي باعت الخمر وكيف حصلت على هذه المواد وما زاد الأمر تعقيدا أن أهل الميت يخافون أن تعرف سبب الوفاة الحقيقية فتحصل لهم فضيحة بين الناس أو ينظر لهم المجتمع نظرة احتقار وسخرية , هذا ما دفع أسر كثيرة بالتكتم عن موت ابنائهم في حالة سكر حتى وإن كانوا يدركون تماما أنهم قتلوا بها ويجب محاسبة الجاني ومن ابتاعهم هذه الكحول التي أودت بحياتهم.

الحادثة الأخيرة التي قضت بموت عدد من الشباب دفعة واحدة كشفت الكثير من الحقائق للملأ ولم يعد بإمكان بعض الجهات أو الأهل إخفائها فالموضوع أكبر من ذلك وفتح الباب لمعرفة أشياء كان يجهلها الجميع أولها أن المواد التي تخلط بالخمر هي سموم قاتلة من الدرجة الأولى تسبب العمى والاختناق في حال تم استنشاقها كوقود الطائرات أو المادة التي تستخدم لتحنيط الجثث والعمليات الكبرى في المستشفيات فكيف يحصل المورد أو تاجر الخمور عليها وهل هناك من يساعده على ذلك ويوفرها له بكميات كبيرة أم أن هناك عصابة مهمتها فقط هي أن تحصل على هذه المواد وتتاجر فيها بأرواح الشباب استغلالا لموضعهم الاقتصادي والاجتماعي الصعب مقابل الحصول على المال.

تساؤلات عدة طرحتها هذه الحادثة فمن سيجيب عنها

حتى اللحظة هذه الواقعة يلفها غموض كبير فيما يخص المادة المستخدمة وكيف دخلت إلى عدن؟.. إذا كانت وقود طائرات وفيما إذا كانت مواد كيمائية خطرة فكيف وصلت إلى هذه الأطراف؟؟ .. وهل هناك فعلا جهات مجهولة أو سياسية لها يد في كيفية قتل الشباب بهذه الطريقة المخزية والمريبة مع العلم أن هناك عددا كبيرا منهم يتعاطون الكحول ذات النوعيات الغالية وفي رفاهية ويحصل الشباب على النوعيات السيئة والمسمومة؟!!.. كل هذه الأسئلة لا يزال الناس بانتظار جهد أمني للكشف عنها وكشف غموض من قبل الجهات الأمنية ذات العلاقة , فلا يوجد دور فعال للجهات الأمنية التي لم تقدم أي خطوة جادة وتقيم حملة للقبض على مروجي الكحول والمخدرات وتقدمهم للعدالة وتحاكمهم حتى يكونوا عبرة للبقية.

يجب القيام بحملة توعوية وأمنية للحد من ظاهرة المخدرات

بعد أن صعق الجميع بهذه الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها شباب كان المفترض بهم أن يكونوا عماد للمجتمع وأحد أسباب بناءة علينا أن نقف جميعا وقفة جادة لأننا الأسف الشديد نجد هناك تجاهل تام لأهمية هذا الموضوع ولحياة الشباب والمواطنين  لذا علينا بالقيام بحملة توعوية وأمنية كبيرة لمكافحة ومحاربة المواد المخدرة والكحول بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة لتفعيل الحملة وانتشارها على نطاق واسع خاصة في المدارس والجامعات وكل الأماكن التي يتواجد فيها الشباب من أجل الحفاظ عليهم ومنع أي حوادث أخرى من أن تكرر وتؤدي بأرواح لا ذنب لها سوى أنها جاءت في وضع صعب وتدهور للبلاد ولكل ما فيها.

أيضا تفعيل دور المساجد ودور العبادة لحث الشباب على عقوبات شارب الخمر والمخدرات وتركيز الخطب على التذكير بعذاب الله في الآخرة وغضبه في الدنيا فأكثر مشاكل عصرنا هذا بعد الكثير عن الدين وجهلهم فيه فنتمنى أن تكون هناك جديا من كل الجهات حتى نوقف ظاهرة المخدرات بأي شكل من الأشكال في أقرب وقت.

المصدر عدن الغد

لاتنسى مشاركة: تقرير: بسبب سكوت وتجاهل الجهات المعنية.. جرعة مسمومة من الكحول تقتل مجموعة من الشباب فمن الضحية التالية على الشبكات الاجتماعية.