فتيات يجبرن على ترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب

فتيات يجبرن على ترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب
فتيات يجبرن على ترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب

 

بشرى الحميدي .

لم تكن سلمى ذو العشرة أعوام تدرك أنها ستترك مقاعد الدراسة للأبد، بعد أن دمرت الحرب مدرستها وحولتها إلى ركام ، خاصة أن فقر والدها يحول دون قدرته على إلحاقها بمدرسة أهلية .

إضطر والد سلمى أن ينزح مع عائلته المكونة من خمسة أطفال الى الريف في مديرية صبر هروبا من بطش الحرب التي إشتعلت في مدينة تعز، ولم يحمل معه سوى آلمه وآماله بأن تنتهي الحرب قريبا ويعم السلام.

إضطرت سلمى لترك مقاعد الدراسة والتعامل مع الحياة الجديدة في الريف رغم قساوتها حيث لم تتردد يوما عن الإستيقاظ باكرا كعادتها، لكنها الآن تذهب لجلب الماء بعد أن كانت تذهب إلى المدرسة 

سلمى لم تكن الفتاة الوحيدة التي دفعت بها الحرب خارج مقاعد الدراسة بل هناك ما لا يقل عن نصف مليون طفل خارج مقاعد الدراسة منذ عام 2015 م في حين هناك 3.7 مليون طفل آخرون معرضون لخطر خسارة التعليم إن لم تدفع رواتب المعلمين بحسب منظمة اليونسف.

نائب مدير مكتب التربية والتعليم الدكتور عارف الصامت حذر من تنامي المشكلة حيث للحرب أثارها المدمرة على التعليم باليمن عامة ومحافظة تعز بشكل خاص باعتبارها عاصمة الثقافة والمحافظة الأكثر تعليماً، فقد تسببت الحرب في العام2015_ 2016م بإغلاق 468 مدرسة من إجمالي1624 مدرسة فيما أكثر من 20 مدرسة تم تدميرها بشكل كُلي وأكثر من 120 مدرسة بشكل جزئي في المُديريات المحررة ناهيك عما تسببت به الحرب من تخريب ونهب لمستلزمات الكثير من المدارس من مقاعد وأثاث وأجهزة ووسائل تعليمية ومعامل وغيرها”.

كما تحدث الصامت عن أثر الحرب على المعلمين والتي كانت أكثر وطأة عليهم فأصبحوا إما نازحين أو يعملون بدون راتب أو مشاركين في جبهات القتال، مضيفا أنه في بداية الربع الثاني 2018 كان هناك أكثر من178قتيل من المعلمين والمعلمات; ومايقارب 4500 جريح وحوالي 31معتقل أو مخفي قسراً وذلك حسب إحصائية نقابة المعلمين

كما تسبب نزوح المعلمين بسبب الحرب والحصار إلى عجز في المعلمين في المدريات المحررة بحوالي أكثر من 5084 معلم أساسي وحوالي1943 معلم ثانوي باجمالي عجز7027 بحسب إحصائية شعبة التعليم للعام2017-2018 

هذا بالإضافه إلى المشكلات التي برزت في نقص الكتاب المدرسي وعدم توفر ميزانية تشغلية لمكتب التربية وفقدان الكثير من الطلبة لوثائقهم وغير ذلك من المشكلات بحسب ما أفادنا به ”الصامت”.

الصامت أشار أيضا إلى أن هناك جهود كبيرة تبذل من قبل قيادات مكتب التربية بالمحافظة وعلى رأسهم الأستاذ عبدالواسع شداد مدير المكتب والإخوة النواب ورؤساء الشعب وذلك بإتخاذ الحلول المناسبة لكافة المشكلات التي رافقت العملية التعليمية على الرغم من شحة الإمكانيات والموازنات التشغيلية الكافية، وتفاءل أننا سنشهد عودة للمعلمين بعد أن أصبحت ميزانيتهم تصرف بصوره مستمرة

وأكد الصامت أن استمرار الحرب هو أكبر عائق أمام التقدم والتطور والنمو على كافة المستويات بإلذات المؤسسات التعليمية كما أن صلاح التعليم في أي دولة بحاجة إلى قرار يأتي من رأس هرم الدولة وتوجه عام من كافة مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع باعتباره هدف قوي يجب تسخير كافة الإمكانات ورصد الميزانيات اللازمة لإصلاحه.

 ونوه بأن تعز بشكل خاص تستطيع إذا ما أرادت أن تشكل النموذج الأساسي وذلك من خلال التوجه الجاد من قبل السلطة المحلية في المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الأستاذ/ نبيل شمسان والإخوة وكلاء المحافظة وقيادات المحور ومكتب التربية ورؤساء الجامعات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع اليمني والقيادات المجتمعية لإتخاذ موقف  جامع باعتبار إصلاح التعليم في تعز وتجريد مخرجاته من الثوابت الوطنية التي يجب إبعاده عن المماحكات السياسية والمكايدات والحسابات الضيقة وتسخير كافة الإمكانات والدعم اللآزم لتحسنه فإذا ماتم هذا الإتفاق ووجدت النيه الحقيقة لتطبيقه على أرض الواقع فإننا سننهض بالعملية التعليمية إلى مستوى عالي وستشكل النموذج الذي يحتذى به في بقية المحافظات

هذا وأوضحت مبادرة التعليم انه لا يمكن الانتظار إلى مرحلة إنهيار قطاع التعليم، لأن ذلك لن يؤثر فقط على الطفلة سلمى بل سيؤثر على ملايين الأطفال في اليمن ليجعلهم عرضة لعمالة الأطفال في اليمن كما للزواج المبكر أحيانا 

وشددت على ضرورة أن يتحد المجتمع الدولي لإنهاء العنف ضد الأطفال في اليمن وحماية حقهم في التعليم ، فهناك جيل كامل من الأطفال يواجه ضياع فرصة التعليم بل ومستقبلهم برمته .

لاتنسى مشاركة: فتيات يجبرن على ترك مقاعد الدراسة بسبب الحرب على الشبكات الاجتماعية.