مصر: سبع سنوات بعد أحداث بورسعيد .. ماذا تغير؟

مصر: سبع سنوات بعد أحداث بورسعيد .. ماذا تغير؟
مصر: سبع سنوات بعد أحداث بورسعيد .. ماذا تغير؟

غرد عشرات الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الذكرى السابعة لأحداث ملعب بورسعيد، وتفاوتت تعليقاتهم بين الدعوة لعدم نسيان ما حدث أو التسامح حياله، وبين تذكر فصول أبزر حادث شغب رياضي في تاريخ مصر.

ووضع مجلس إدارة النادي الأهلي ولاعبوه أكاليل الزهور على نصب تذكاري يحمل أسماء 72 قتيلا من جماهيره بمقر النادي بالقاهرة.

وفي الفاتح من فبراير/شباط عام 2012، لقي 74 شخصا حتفهم، من بينهم 72 من مشجعي الأهلي، نتيجة أحداث شغب دامية أعقبت مباراة كرة القدم أمام نادي المصري، على أرض ملعب بورسعيد، شرقي البلاد.

وكتب رواد موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" عبر هاشتاج " #RIP_AlAhly_Victims " و"#لن_ننساكم" نحو مليوني تغريدة تناولوا فيها الأحداث التي أدت فيما بعد إلى إلغاء دوري كرة القدم فى ذلك العام، فيما توالت أحداث شغب رياضية مثيلة، أعقبها قرار بإقامة المباريات دون جمهور، وقرارات أخرى بحبس عشرات المنتسبين إلى روابط "الألتراس" التي اتخذت قرارات طوعية بحل نفسها على مدار العامين الماضيين.

فقد أعلنت رابطة "ألتراس" النادي الأهلي "ألتراس أهلاوي" حل نفسها العام الماضي، وقالت في بيان نشر على صفحتها على فيسبوك "قررنا من أجل الحفاظ على مستقبل الجميع حتى لا يستغلنا أحد استغلالا سيئا حل جروب ألتراس أهلاوي نهائياً".

وعلى المنوال ذاته، سارت مجموعة وايت نايتس الخاصة بتشجيع نادي الزمالك المصري، فأعلنت حل نفسها، مؤكدة أن صفحة الرابطة اخترقها أفراد خارجون عنها، "لذا قررنا حل "التراس وايت نايتس" نهائياً احتراماً لسيادة القانون".

وفي العام ذاته، أعلنت رابطة مشجعي النادي المصري البورسعيدي (ألتراس غرين إيغلز) حل الرابطة، ناشرة بيانا عبر صفحتها على فيسبوك قالت فيه "لن تقف أبداً أمام مصلحة الوطن وأمن وسلامة المواطنين ولعدم استغلالها في أي أهداف أو أغراض أخرى قررنا حل الرابطة".

وكان القضاء المصري قد حظر فى عام 2015 روابط المشجعين، كما حظرت السلطات المصرية حضور المشجعين ملاعب الكرة بسبب أحداث العنف التي خلفت أكثر من 90 قتيلاً في واقعتي عنف العام 2012 و2015.

ويسمح بحضور المشجعين للمباريات الدولية للفرق.

ونشر لاعب الأهلي المصري، محمد أبو تريكة، تغريدة بمناسبة ذكرى أحداث بورسعيد، جاء فيها: "ما معنى الحياة إذا افترقنا؟ وهل يجدي النّحيب!".

وتضامن نائب البرلمان السابق زياد العليمي مع الذكرى، مطالبا في تغريدة له بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأحداث.

وصدرت أحكام قضائية باتة ضد عشرة متهمين في القضية بالإعدام، فيما صدرت أحكام أخرى تترواح بين 15 عاما و5 أعوام على 28 آخرين.

"مرض مزمن"

ووصف رواد تويتر الحادثة بالمرض المزمن الذي لم تشف منه الرياضة المصرية، وقال حساب يحمل اسم "الماجيكانو": "‏كانت تلك الحادثة أشبه بالمرض المزمن الذي أصاب جسد الرياضة المصرية ولم تنجح في الشفاء منه حتى وقتنا هذا، سقط 74 قتيلا دون وجه حق".

وفي مقر النادي الأهلي بالجزيرة، أحيا مجلس إدارة النادي ولاعبو الفريق الأول لكرة القدم الذكرى بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري الذي يحمل أسماء الضحايا من جماهير النادي بالقاهرة.

وقرر المجلس فتح أبواب النادي في فروعه بالقاهرة لاستقبال أُسر القتلى، وقضاء اليوم مع مسؤولي النادي.

كما أصدر النادي المصري البورسعيدي، بيانا بمناسبة الذكرى السابعة لأحداث بورسعيد الشهيرة، ينعي فيه جماهير الأهلي ويدعو فيها جماهير الكرة بمختلف انتماءاتها وباقي عناصر منظومة الرياضة المصرية لاستخلاص العبر من هذه الذكرى الأليمة".

وكان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، المشير محمد حسين طنطاوي، قد تعهد بملاحقة المتسببين في الأحداث، كما توعد من "يخطط لعدم استقرار مصر" بالمحاسبة.

كما أعلن رئيس الوزراء آنذاك، كمال الجنزوري، أمام البرلمان قبوله استقالة محافظ بورسعيد، وتوقيف مدير الأمن ومدير المباحث، وإقالة مجلس اتحاد الكرة بالكامل وإحالتهم إلى التحقيق، كما شكل البرلمان لجنة تقصي حقائق في الأحداث.

واتُهم مسؤولو الأمن وإداريو ملعب بورسعيد بالتقصير، بسبب إطفاء إضاءة الملعب في أعقاب اندلاع المواجهات، وعدم اتخاذ التدابير الأمنية المطلوبة للفصل بين مشجعي الناديين، فضلا عن غلق بوابات الخروج بطريقة يصعب فتحها في حالة الطوارئ.

وأحالت النيابة العامة المصرية 73 متهما في قضية "أحداث بورسعيد"، من بينهم 9 من القيادات الأمنية بمديرية أمن المحافظة، وثلاثة من مسؤولي النادي المصري، بتهمة القتل العمد للعشرات من مشجعي النادي الأهلي، وأدين أربعة من قيادات الأمن في المحاكمة، بينما صدرت أحكام بالبراءة بحق خمسة آخرين.

 

لاتنسى مشاركة: مصر: سبع سنوات بعد أحداث بورسعيد .. ماذا تغير؟ على الشبكات الاجتماعية.

المصدر : BBC عربي