يوميات الغائب رياض السامعي
----------
■ يصل الكهنة رأسي بعد جيلين من السير، عليهم أن ينيخوا أجسادهم، ويسقوا أقدامهم نبيذ ملوحتي، ويبدأوا طقوسهم بالرقص.
■ الهواجس، إناث المسامير المهذبة، القادرة على الطيران كثعابين الأصدقاء، اغسلوا هواجسكم بالغناء، وجففوا عصافير رغبتها بالضحك.
■ تكبرني الرؤيا بغمامتين، وعشرين طفلاً، ما يصدني عن موازاتها، الفقراء الذين يغمضون أحزانهم داخلي هرباً من الجوع، وينبشون رأسي ليمنعوا خبزهم من التخثر.
■ مُذ خرجتُ من الجنة، لم أعد مهتماً بالخلاف القائم بين الأرض والسماء، لكن أنثى، عِنَبِية الجسد، ما تزال تجري بزينتها وخلخالها داخل قصيدتي، من قلقٍ إلى آخرٍ، أملاً بتقبيل آدَمَها المفقود.
تقول دائماً:
لِدْني من قصائدكَ، حواء أخرى، واشربني إذا احتجتَ إلى نبيذي وغوايتي، واخلقني من جفافكَ طائراَ يغني في جنَّتَكَ الثانية.
■ بلِّلوا إناثكم بروائح الليمون الصاعدة من سُرُرهنَ المتصلة بالرغبة، واغمروهن بزبد السماء المتبقي من قُبلةِ آدم، إلى أن يطفو من روائحهن البحر.
اخلدوا إلى نهودهن، كما تخلد الملائكة إلى تسابيحها، واعصروهن في ليالكم الحالكة بالشتاء، مثلما تعصر الرحى غنائهن وحبوبكم، فالآن لم يعد مؤتمناً لتركهن يعبثن بأجسادهن في سِلال الوحدة والوحشة، وأنتم لم تعودوا معصومين من شغفهن ورقصهن.
■ يَلَد الشاعر أنثاه، كأنه يلد قصيدته بكامل إغرائها وعَرَقِها.
لذا فهو يحتسيها دائماً طازجةً أو معتَّقة، أحياناً تولد ناقصة، فيَلْفّها بقطنِ أمومته، ويتركها على منضدةِ سهوهِ حتى تنضج.
■ ما أقصه عليكم، ليس كلاماً سماوياً تركه الأنبياء لزمانٍ آخر، وإنما بوحاً فاض عن حاجتهم، آنذاك، وتركته الأيام يعشب فيَّ، ويصهرني بفوضاه، فإذا ما أتيتكم بشيءٍ منه، فلا تأخذوه عني، لكن يمكنكم استعماله إذا لزم الأمر في ترميم علاقاتكم الزوجية المصابة بالدوران والقشعريرة.
■ حتى وإن كانت تقصد غير هذا، فلن أضيف إلى قوس قزحها لوناً إضافياً ومناسباً لتشبثها باللغة، فاللغة يمكن كسرها كجرةِ الخزف، وترميمها وتلميعها كالنياشين، ويمكن أيضاً فتح فجوة فيها، للصاعدين من أكتافهم إلى قمرها المسكون بالشعراء والموتى.
لاتنسى مشاركة: يوميات الغائب رياض السامعي على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟