يوميات الغائب رياض السامعي 6

يوميات الغائب رياض السامعي 6
يوميات الغائب رياض السامعي 6

 

■ كمن يبني صومعة فوق رأسه، ليهرب من البرد، أنا الثالث في هذه الأبدية، أُسقي حماري عسل المعرفة، وأزينه بوجوه المفكرين الجدد.

■ مُبتلاً بطريدة النسيان .. أقتفي أثري، وأنسى شكل وجهي، وحدها المِرآة تصنع قالبي كل صباح دون كللٍ أو ملل، اتركوني إذن لأعبركم قاتلاً قاتلاً ، وأصبغكم بشتائمي ولعناتي.

■ تتركني منثوراً فيها كعهنٍ منفوش، وتعيب عليَّ نسيانها، كيف لعاشقٍ مثلي إذن، أن ينام على سريرها كقردٍ وحيد دون أن يصيبه الظمأ.

■ الوطن ليس مشكلة، المشكلة في الوطنية الزائدة عن حاجتنا للخبز والماء.

■ لو كان ذلك العدم موجوداً لانتهت الحرب وحلَّ السلام.

■ اليوم لا يصادف أي ميلادٍ لي، إنه يصادف موتي في بلدٍ قيل أنه سعيد.

■ لن أسيل كدمعة يتيمٍ خلَقَت الحرب من حزنه قصيدة، فقط سأمَّحي من أوراقكم، وأعيش خالياً من الدماء.

■ أبدو كسيحاً كطفلٍ أصابه الشلل.. أيها الوقت هيّىء لنا وطناً آخراً لا تصل إليه همجية الوطنيين ... وسيوف القتلة..

■ الأرق هو كل شيء، أستطيع أن أطعم به جسدي المثخن بالسكر.

■ لا مزيد من الخيارات، كل الفراغات تبدو مشبعة بالحنطة والشعير، ولا مكان لديها، يتسع للهراء الناقص روحاً.

■ أنا وهي، زوجان في روحٍ تُسافر في سماءٍ ثامنٍ، وجهان في قلبٍ يلملمنا من الكلمات، مفردتان للمعنى، تلاوة ناسكٍ، صبحٌ واحدٌ ومدار أغنيةٍ تعلم عاشقين الرقص في تلمودها، حكايةٌ لا تنتهي، وظلالٌ بوحٍ كاملٍ للحبِ، ميقات أشرف للصلاة.

■ أقتفي آثار شفتيكِ، حتى لا تتطاير قُبلي في الفراغ.

■ في المرة التي احتضنتكِ فيها ،ثقبت حلمتاكِ صدري ، وما أزال حتى اللحظة أعاني، من دخول الهواء الجاف إلى قلبي.

■ يوما ما سيتذكر أصدقائي أنهم عاشوا حياتهم عاجزين عن التفكير

فقط كانوا أدوات زائدة تعبر عن الخطيئة.

لاتنسى مشاركة: يوميات الغائب رياض السامعي 6 على الشبكات الاجتماعية.