يوميات الغائب رياض السامعي 3

يوميات الغائب رياض السامعي 3
يوميات الغائب رياض السامعي 3

 

■ وإنا أركض في ثقوب الوجد، رأيت الحصى يتعرى من الملح، ويغسل أقدامي برياحين البحر، رأيت عذارى يتوضأن بعرقي، ويغمسن أثدائهن في أبراجي، ويحرقن أصابعهن في وجهي، ورأيت السماء تعصر نفسها داخل جمجمتي، وتسقيني ثريد أُلوهتها، عنباً طازجاً 

قلتُ : سأواصل الركض داخلي،  إلى أن أصل عدميتي حافياً، أو أُصاب بعمىً يحجب عني الرؤيا.

■ حتى النسيان لا يجيء كعادته، وكأنه اختنق بزحامٍ مروري داخل الروح، فانفلق إلى إصباحين، يشربان جسدي، 

لا تصدقوا أن ألأرواح التي تقطن رؤسكم مذ خرج آدم من الجنة هي أرواحاً حقيقية قابلة للأنسنة، إنها أرواح شيطنها الموت وقذف بها أسفل قدميه، فوصلت إلى رؤوسكم، مطوية بسلسلة عذاب أبديٍ، كأنه وجه الغراب.

■ أُغلّف رأسي بأعلافٍ من يقطين الجنة، وأستر عورة ذاكرتي عن عيون الناس، فالعقل ما يزال إباحيٌ جداً وممنوع من المشاهدة ويخدش الحياء الوطني وأخلاق المجتمع

■ القوافل التي سيَّرتها قريش إلى اليمن والشام بحثاً عن الطعام، أناخها أبا سفيان في رأسي قبل يومين، وقال:

لن نعبد ربَّ هذا البيت، حتى يفيض رأسك خمراً لائقاً بحاجة الأعراب إلى العشب والماء، ولن تقفز الخيل من رأسك إلى الأندلس إلا إذا رقصت القيان في جسدك مرتين في الأسبوع، وعاد السبت إلينا، فائضاً بِعِيرِه ونفيره.

■ على لحيتي تنمو طحالب الموت كأعواد القضب، ويحك جلدي تناسقها المشابه للخيول التي لوثت التاريخ، وجرّت صبولها على عربات الحرب.

أجسادها ليست عائمة في وجهي بعد، لكن الحكة الناتجة عن خلودها، تلد أطفالاً بجلودٍ مدبوغةٍ بالرصاص والبارود.

■ أول ليلٍ ، دخلته إلى روحكِ عاشقاً، كان مرصعاً بالقناديل، والآن كلما سقطت نجمة، من سماوتكِ العشر، أعصب قنديلاً منها في رأسي ، فيُضاء الكون.

■ لا أحد ، يُعنى بليلكِ الخاص سوايَّ ،فعلامَ تخنقين الضوء في جسدكِ، وتتركي رأسكِ في الظلام ، يثقب مزاجي الطائر.

لاتنسى مشاركة: يوميات الغائب رياض السامعي 3 على الشبكات الاجتماعية.