هل ستشن أمريكا حرباً ضد الحوثيين في اليمن ؟
بعد 88 يوما من المعارك الضارية، لم يكن الطريق يوما إلى قلب قطاع غزة نزهة سهلة كما ظن الاحتلال الإسرائيلي الذي يمضي بتحديات جمّة، بينما تصنع المقاومة واقعا عسكريا جديدا في خضم إحباط بلغ ذروته في الداخل الإسرائيلي مع بوادر فشل العملية البرية في تحقيق أيٍّ من أهدافها.
وفي ذروة الأحداث، أثار دخول ميليشيا الحوثي مُبكرا إلى قلب المعركة من مكانها البعيد المؤثر عند مضيق باب المندب تساؤلات عدة وتأكيدات عدة أن هناك طبخة تبطخ من خلف الكواليس، فكيف لميليشيا صغيرة أن تسقط المسيرة الأميركية الأحدث من طراز "إم كيو 9 ، ثم واصلت الجماعة استعراض قوتها واشتبكت مع المُدمرتين "يو إس إس كارني" و"يو إس إس مَيسن" التابعتين للبحرية الأميركية، قبل أن تطلق توعدها الأهم باستهداف كل سفينة إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل حتى وقف الحرب وفك الحصار عن غزة ، فهل يعقل أن الولايات المتحدة تركت الباب مفتوحا لطفلها المدلل بضرب مصالحها ؟!
على مدار الشهرين الماضيين، أدعت واشنطن أنها في قمة الغضب والارتباك معا بسبب قولها ان الحوثيين يمتلكون ترسانة صواريخ بالستية جيدة وطائرات مُسيَّرة يتجاوز مداها ألفيْ كيلومتر، وذلك رغم أنه لا يمكن لهم نظريا تشكيل تهديد عسكري مباشر للداخل الإسرائيلي.
مايؤكد الأمر حق أن الموقف الأميركي متواطئ مع الحوثي عدم تحمُّس الدول المُطلة على البحر الأحمر للانخراط في مواجهة ضد جماعة الحوثي في الوقت الراهن
المصادر قالت أن التعامل مع "التهديد الحوثي" أحد الملفات الشائكة التي تهدد بتفجر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل، فرغم الدعم العسكري المفتوح الذي تقدمه واشنطن للمجهود الحربي للاحتلال، ثمة خلافات جوهرية بين الطرفين، أهمها أن واشنطن لا تبدو مرتاحة لفكرة حرب بلا نهاية في غزة، فضلا عن تشككها في إمكانية إخضاع القطاع للسيطرة الإسرائيلية، و تبدو الخلافات أصعب حول ما يفعله الحوثيون في البحر الأحمر، إذ ترفض واشنطن توجيه ضربة عسكرية مباشرة للحوثيين، ما دفع نتنياهو لإبلاغ الإدارة الأميركية عزمه التحرك عسكريا ضدهم إذا لم تتخذ واشنطن أي إجراءات وهو ما يؤكد كل ما سبق وينفي بشكل قاطع أي توقعات بشن الولايات المتحدة حربا حقيقية ضد الحوثيين.
ولكن وفي الأخير، قررت واشنطن التدخل على استحياء من أجل حماية السفن التي قد يستهدفها طفلها المدلل "الحوثي" بعد ضغوطات بريطانية- اسرائيلية، دون أن تتخذ قرارا بالتصعيد المباشر ضدهم، فالولايات المتحدة ترى أنه لا يمكن المغامرة بالعودة إلى المربع صفر في علاقاتها مع الحوثيين، وخاصة أن الحوثيين أثبتوا أنهم مكون لا يمكن تجاوزه في أي حل بعد أن تلقى الدعم الغربي والأمريكي والإيراني ليكون قنبلة صهيونية أخرى ولكن في الخليج العربي النفطي الاستراتيجي.
لاتنسى مشاركة: هل ستشن أمريكا حرباً ضد الحوثيين في اليمن ؟ على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟