إنسانية ..

إنسانية ..
إنسانية ..

 بقلم المحامي والناشط الحقوقي / كمال القواتي

حين أحجم قابيل عن قتل أخيه هابيل وقال له ماأنا ماد اليك يدي لأقتلك وهو يعلم بأنه قاتله لا محالة هنا بدأت الإنسانية .. وهذه القصه القرءانية الجميلة.. والمسيحية الجميلة.. واليهودية الجميلة.. والتي أتفقت جميع الحضارات  التي تكونت و تعبد الله أنها مذ بداية خلقه للإنسان أي موجودة مذ الفطرة الأولى له  ومرادفة للتعايش مذ الوجود الأول .وهنا يمكن أن نضع تعريفا مبسطا للإنسانية بأنها جانب إيجابي وأخلاقي ودمج ما بين تفكيره وقلبه ليصدر فعلا منه يقدر الإنسان  ويتعامل معه تعاملا روحيا دون النظر إلى إختلاف جنسه وفكره وانتمائه وعقيدته ... ومرت الإنسانية على مر العصور والحقب على فترات ما بين مطبقا لقيمها ومنتهكا له 

وحين كان البشر يعبدون الصخور والبقر كانت الإنسانية قربانا تقدم للآلهة دون اي قيمة وحين وعى الناس في تلك الأزمنة أن إنسانية الإنسان ذو مبادئ عظيمة يستحيل أن تنزل إلى مرتبة أقل من الحجارة وآلهتهم الصخرية فوجد الله مدافعا لها وحاميا لمبادئها بداية من الرسل والأنبياء الذي أعطاهم الإنسانية كاميزان يفرقون به بين الخير والشر والخطأ والصواب وليس إنتهائا بالمدافعين عنها في القرون المتلاحقة الى يومنا هذا والذين أصبح ينادونهم بالمدافعين الإنسانيين والناشطين الحقوقيين حيث أن الناشط الحقوقي يجب أن تكون الإنسانية وأخلاقياتها لصيقة به ليسمى ناشط إنساني ونعرفه بأنه الإنسان الذي ينشط مدافعا عن إنسانية جميع البشر وحقوقهم مهما كانت إنتمائاتهم وتوجهاتها وله القدرة والكفائة بالرصد والتوثيق لمنتهكيها وتقديمهم للعدالة 

ونستطيع أن نعرف الناشط الحقوقي أو الإنساني بتعريف قانوني عصري وهو

 كل شخص يعمل في مجال حقوق الإنسان مدافعا عن جميع البشر مهما كانت إنتمائاتهم العرفية والعقائدية والدينية والمذهبية والسياسية وغيرها من التوجهات وله القدرة والكفائة القانونية التي يستطيع بها أن يرصد ويوثق انتهاكات حقوق الإنسان وتكييف الوقائع ورفع التقارير والدعاوى أمام الجهات الرسمية المحلية والدولية ...

ولكن ما نراه اليوم ونسمع عنه ضهور جماعة ترتكب إنتهاكا صارخا للإنسانية مستخدمة بذلك الإنسانية نفسها اي أنها تدعي مدافعتها عن حقوق الناس وهي من تنتهك حقهم في الأصل وتعمل ممالئة للمنتهكين للإنسانية في تعز من قتل ونهب الأموال وتغييب حقوق المحتاجين للإغاثات والعنصرية المقيتة في توزيع المعونات الإنسانية  وسأحصر مقالي هذا على إنتهاك المنظمات الإنسانية في اليمن عامة وفي محافظة تعز خاصة لحقوق الإنسان والتي ما تكونت هذه المنظمات إلا بدواعي إنسانية ولدفاع عن الإنسان في المناطق التي تضررت من النزاعات المسلحة والحرب على الدولة اليمنية وكذلك مدهم بما يحتاجون من معونات طارئة تقيهم الموت المحتم من الجوع والأمراض ولكن وللأسف على فداحة هذا الإنتهاك الصارخ في حق الإنسانية والتي لم يشهد له العالم مثيلا على مستوى الجرائم والانتهاكات وعلى صفة مرتكبيها ومنتهكيها   

ففي تعز تتنوع الإنتهاكات من منضمة إلى أخرى ومن ناشط يدعي مدافعته عن إنسانية الإنسان إلى أخر فهنا يتحول الناشط الٳنساني ٳلۍ ناشط سياسي يتبع حزب ٲو توجه ما متناسيا ٲن صفة من صفات الناشط الحقوقي ٲي يكون محايدا في نشاطه الحقوقي ويدع توجهه جانبا حين يتعلق الٲمر بٳنتهاك حقوق الٳنسان  وٲما ٳنتهاك حقوق الٳنسان فحدث ولا حرج في ذلك فقد ٲصبحت المنظمات المحلية والدواية تتجاهر بالٳنتهاك في تعز وليس ذلك مني بهتانا ولكن هذا ما شاهدته بٲم  عيني فقد كنت بالٲمس. في يوم الثالث من ٲكتوبر  ٲمام ٲحد المخازن التي تمتلكها ٳحدۍ المنظمات التي توزع الٳغاثة للمحتاجين والمسجلين ٲسمائهم في كشوفاتها ولكن حدث ٲني تفاجٲت بٲن ذلك المخزن ليس ٳلا مخزن ٲحد التجار الذين قامت هذه المنظمة بشراء المعونات منه ثم يقوم التاجر بتوزيعه حسب كروت حمراء تصرف للمستفيدين ولكن ليس ذلك فقط ما حدث ٳن ما حدث يجب ٲن تقاد هذه المنظمة للمسائلة هي والتاجر الذي تعاملت معه كون التاجر علۍ مرٲۍ ومسمع من المنظمة يقوم بالشراء من  المستفيدين كروت المعونات  التي تصرف كل شهر  كيسين من القمح وزيت وفاصوليا بسعر عشرون الف ريال ثم يقوم هذا التاجر ببيعها في محلاته التجارية بٲضعاف مضاعفه من الربح قد يصل ٳلربح من الكرت الواحد خلال سنةكاملة ما يقارب الخمسمائة الف ريال فٲي استغلال كهذا لمعانات الناس في تعز لم تراه عيني قط .. فالانتهاك حصل من حامي حقوق الناس والمدافع عنها ... 

وهذا ٲشعرني بالقهر والكآبة يومي كاملا فالذي يجب ٲن يدافع عن حقوق الٳنسان ينتهك هذه الحقوق تحت ذريعة تقديم الخير للناس.

وهنا ٲطلب من سيادة محافظ محافظة تعز

بتجريم كل تاجر يقوم بشراء قوت الناس ومعوناتهم وتغريمه ومصادرة كل مشترياته وٳعادة توزيعها تحت نظر المجلس المحلي ممثلا برئيسه محامظ محافظة تعز 

ولله الٲمر من قبل ومن بعد .......

لاتنسى مشاركة: إنسانية .. على الشبكات الاجتماعية.